في ذكرى جرحك ياسيدي الإمام

الدكتور ظافر العاني
أي إيمان ذاك الذي كان يسكن صدرك ، وأي تقوى تحملها في ضميرك النقي بلا رياء ، يشجُ إبن ملجم رأسك الشريف بسيف غادر منقوع بالسم ، فلا تند عنك آهة أو شكوى ، لاتذكر ألمك الصارخ ، ولاتلتفت للدماء التي غطت وجهك وانت ساجد لله في محرابه فجر ذلك اليوم الرمضاني ، تنسى وجيعتك ، وتغض الطرف المغمض من هول الضربة ، فلاتذكر الا الله ، وتذكر اللقاء الموعود عن قريب ، وبشرى حبيبك الرسول التي قالها لك يوما ما قبل الحادث بسنوات وفي يوم رمضاني مثل هذا ، حيث بكى المصطفى وقد انكشف له ستر السماء ، وحين سألته عما يبكيه قال لك : إنما ابكيك ياعلي لما يُسْتَحَلُّ منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تريد أن تُصلِّي وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين، شقيق عاقر ناقة صالح، يضربك ضربة على رأسك فيخضب بها لحيتك .
ترفع رأسك من سجادة الصلاة فلا تقولن الا جملة واحدة : لقد فزتُ ورب الكعبة .
وها انت موجوع ، وها انت محمول الى بيتك تعد نفسك للموت لاتتذكر اهلك وبنيك ولاعشيرتك وانما تتذكر قاتلك ، وتطوف في خيالك صورة النفوس المتوثبة في قلوب محبيك يريدون الانتقام من هذا الشقي ، فينقبض صدرك الذي اعتاد السماحة والعفو فتقول لمن حولك (( أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي . )) الله الله ،، تطلب ان يطعموه من طعامك وان يسقوه من شرابك وهو الشقي الذي سقاك السم واطعمك الموت ..
جدوا لي أماما بمثل خلقه ، وهاتوا لي ولياً بمثل سماحته